
رسالة بطرس الأولى
مشكلة الألم والحياة الجديدة لهذه الرسالة أهميتها الخاصة فى حياة الكنيسة ، إذ تعالج مشكلة الألم التى يئن منها كل إنسان وتشغل فكره وتهز كل كيانه خاصة حين يسقط تحت ضيق جسدى أو نفسى أو أدبى . حينئذً يشعر بالحاجة إلى من يضمد جراحاته لا على مستوى فلسفى نظرى وإنما على مستوى الحياة الواقعية العملية. وهذه الرسالة فى جوهرها دعوة لمقابلة الألم لا بنظرة سوداوية قاتمة وإنما بروح الرجاء الحىّ من خلال تمتعنا بميلاد جديد غالب للألم بل وللموت نفسه إذ يقوم على قوة " قيامة يسوع المسيح من الأموات " وبدلاً من عوض الإرتباك بمرارة الألم يرفعنا القديس بطرس الرسول إلى بهجة التمتع بالميراث الأبدى فننعم بفرح لا يُنطق به ومجيد (٨:١) وعوض الإنغماس فى متاعب الحياة القاتلة يرفعنا إلى إنتظار مجئ القدوس خلال الحياة المقدسة (١٥:١) ومدركين لدورنا الحقيقى كحجارة حية فى البيت الروحى الكهنوتى (٥:٢)